ملخص كتاب فاتتني صلاة لاسلام جمال

 


  ملخص كتاب فاتتني صلاة لاسلام جمال

"فاتتني صلاة" هو كتاب من تأليف الكاتب المصري إسلام جمال، ويتناول موضوع الصلاة بشكل فريد يهدف إلى إلهام وتحفيز القراء على أداء الصلاة بانتظام. يعتمد الكتاب أسلوبًا سرديًا مشوقًا ويستند إلى تجارب شخصية وقصص معبرة حول تأثير الصلاة وأهميتها في حياة المسلم.
 

إذا كنت من المصلين فان هذا الكتاب يأخذك في رحلة لطالما بحثت عنها، وإذا كنت من المفرطين فإن هذا الكتاب يبحث معك عن سبب تفريطك ويعالجه لك ، وإذا كنت من التاركين للصلاة فإن هذا الكتاب يعيد على مسامعك حوارا قد دار في سرك إلا أنك أخفيته.


يأخذنا إسلام جمال في هذا الكتاب إلى تجربة لم يتحدث الكثيرون عنها بهذه الطريقة. تجربة هي تجربتي وتجربتك ولطالما الفنا قراءة الروايات والقصص التي تحكي عنا وعن حياتنا ، إلا أن الجانب الروحي من حياتنا وخاصة الصلاة هو جانب يتناول في الخطب والمساجد ، ولكن هذا كتاب يقرأه صاحب المسجد وصاحب المقهى ، يقرأه القريب من الله والذي يرى نفسه بعيدا عنه لأجل الجميع كتب هذا الكتاب .


فهيا بنا جميعا ننطلق في رحلة جميلة تبني لنا رواسخ واعمدة للصلاة في قلوبنا حتى نتمكن من بنائها في واقعنا فتكون لنا يوم القيامة فعلا عماد الدين .


فاتتني صلاة 


يفتتح الكاتب إسلام جمال كتابه بحكايته مع ذلك الشيخ الثمانيني ، صاحب الابتسامة الهادئة و المتكئ على عصاه في طريقه إلى المسجد قبل كل صلاة ، و لعدة سنوات. فتتسلل إلى رأس الكاتب  بعض الأسئلة المحرجة، لكنها سرعان ما تختفي ويندثر معها الخجل بجواب مدروس : انا ليس لدي وقت، سأصلي عندما  أنتهي من عملي. لكن بمجرد عودة صاحب الابتسامة الهادئة من المسجد يعود السؤال ليغير نفسه هذه المرة: ترى هل يضر عملي هذا إن قطعت منه بضع دقائق؟ بل هل أنا مشغول حقا؟ هنا تختفي كل الأعذار التي كانت قبل الصلاة ويبقى الصمت المطبق ظاهريا والفوضى داخليا : لقد فاتتني صلاة.


ولعدة سنوات، كانت عصا ذلك الشيخ توقظ الكاتب قبل كل صلاة، فتهاجمها الأعذار المقنعة، وتعيد الكاتب إلى الغفلة والسبات .و يخبرنا إسلام جمال أنه لطالما كان يتحجج بالدراسة والعمل، ويقنع نفسه أنه يوما ما سينتظم في الصلاة ولكن ذلك اليوم لم يأت. 


و لسنوات كان يقنع نفسه بأن ذلك الشيخ يسهر حتى الفجر وينام بعده، ولا يستيقظ مبكرا فلا ارتباطات لديه، لذلك هو قادر على المحافظة على الصلاة. إلى أن سأله ذات يوم فعرف بأنه  ينام متأخرا لطبيعة عمله ويستيقظ ليؤذن لصلاة الفجر كل يوم . وهنا فرت الأعذار، فقرر الكاتب أن ينهض لصلاة الفجر، ولكن صوتا ما همس في أذنيه: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،يوما ما سيهديك الله. فعاد إلى السبات و قد فاتته صلاة.


و في المرات القليلة التي ذهب فيها الكاتب الى المسجد، راقب فيها ذلك الشيخ وصلاته المتزنة فاكتشف أنها حالة عشق بين العبد وربه. فهي لم تكن كأي صلاة. لقد كان فيها من الطمأنينة ما أثار فضول الكاتب و جعلته يتمنى أن يكون مثله، لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة ، فيركن رأسه إلى ضفاف اليأس وتفوته صلاة بعد صلاة. 


والسؤال الكبير الذي كان يطرح نفسه على الكاتب في كل وقت: لماذا يستطيع البعض المحافظة على الصلاة بينما لا يستطيع البعض الآخر صلاة ركعة واحدة؟ هل هو حقا فضل الله يؤتيه من يشاء. وإن كان كذلك فلماذا أول ما نحاسب عليه هو الصلاة. 


لقد كانت صلاة هذا الشيخ سببا في بداية رحلة بحث خاضها الكاتب ليجيب عن كل تلك الأسئلة التي تعصف بذهنه وتقض مضجعه :

ما الفرق بيني وبين الذين قلما فاتتهم صلاة؟

و ما المشترك بين الذين يحافظون على الصلاة؟

وقد كان هذا الكتاب ثمرة لهذه الرحلة. 


يوما ما 


لطالما أراد الكاتب أن يكون من المصلين، و لطالما راود هذا الإحساس الكثير ممن لا يحافظون على الصلاة .جميعهم كانوا على قناعة بأن الصلاة ستضيف لحياتهم معنى جميلا.


هل من الممكن أن تعرف سبيل السعادة ولا تسلك مسالكها . 


ولقد وجد الكاتب الجواب في العالم الذي يعيش فيه ، و الذي صنعه لنفسه عالم : يوما ما أصلي ومعظم الذين لا يصلون يعيشون فيه . 

والمشكلة في هذا العالم الافتراضي ليس فقط أنه غير موجود ، بل إننا ننتظر أن يأتي ، ننتظر أمرا ينزل إلينا ، ننتظر عاملا خارجيا وليس علينا أن نفعل شيئا سوى الانتظار .


يوما ما سأصلي الفجر ، يوما ما سأحافظ على كل الصلوات في المسجد ، يوما ما ستكون حياتي كما أريد .


إن عالم يوما ما مبني من الأعذار التي تجعل من يحافظ على الصلاة تركيبة خاصة حباه الله بها . يوما ما سيمنح الكاتب ومن يحلمون حلمه مثلها ، فالذين يداومون على الصلاة يفعلون ذلك دون جهد ، و ولكن الكاتب يجاهد نفسه كثيرا كي يصبح مثلهم . لكن تعبه وجهده يتجسد في انتظار يوما ما كي يصبح مثلهم إلا أن ذلك اليوم لم يأت .


إلى أن أتى يوم ما انتبه فيه الكاتب أن أول ما نحاسب عليه الصلاة ، فكيف نحاسب على أمر يؤتيه الله من يشاء من عباده . لماذا نعذب ونعاقب لتركها إن كانت في الأصل تأتي لوحدها. 


لقد انتبه الكاتب أن ذلك اليوم لن يأتي ، بل سيأتي أجله وهو ينتظر ذلك اليوم أن يأتي ، إلى أن أتى على الكاتب يوم قرر فيه أن يخرج من عالم يوما بلا رجعة . أن يتوقف عن الانتظار . أن يصنع هذا اليوم بنفسه . 


وأول خطوة للخروج من هذا العالم هي التوقف عن البحث عن الأعذار . فبدل أن نبحث عن الأعذار علينا أن نبحث عن الأسباب التي تعيننا على الصلاة . وهذا هو الهدف من هذا الكتاب .


إن ظنك بأن عدم أداء الصلاة هو الراحة يجعلك في تعب دائم . عليك أن تخرج من عالم اللافعل إلى عالم الفعل . 

أرح نفسك بالصلاة بدل أن تريحها بالبحث عن الأعذار كي لا تؤديها ، إن تعبك سيزداد هكذا.


أرحنا بها يا بلال لأن أداءها راحة .

لا تكن كالذبابة التي حبست في غرفة مظلمة ، تحاول الخروج إلى النور بضرب نافذة بجسمها لساعات طويلة . وربما تهلك وهي تحاول الخروج عبر نافذة مغلقة .


لن تخرج أبدا ما دمت تسلك الطريق الخطأ. ولن تصلي أبدا ما دمنا نعيش في عالم يوما ما . ما دمنا نختبئ وراء الأعذار ونختلق عالما غير موجود نعيش فيه.


إن اتباع نفس طريق الخروج سيبقيك في نفس المكان .لا مزيد من الأعذار ، فلتقطع الطريق عليها لأنك حين تريد أن تفعل ، تفعل ما هو أشق من الصلاة . 


هذا الشيخ الثمانيني هو أضعف منا جميعا ، ومع ذلك فهو يحافظ على الصلاة . إنه ينام أقل مني ومنك ، ومع ذلك لا يفوت الفجر…فلتقطع اقطع الطريق على  الاعذار .


اقتنع أنك تستطيع أن تحافظ على الصلاة مهما كانت الظروف . 


واقتنع أن المصلين ليست لديهم قدرات خاصة. إن الحياة مع المحافظة على الصلاة حياة مختلفة تماما ، قد لا يستطيع الإنسان وصفها . 

ستجد في هذا الكتاب الكثير من الأسرار والمهارات التي جمعت لتعينك على المحافظة على الصلاة .



قبل أن تصلي 


يقال إأن هناك أول مرة لكل شيء ، والكاتب يؤمن بهذه المقولة حتى النخاع .


في صغرنا كانت علاقتنا بالصلاة متذبذبة بين الصلاة  امتثالا لأوامر من هم أكبر منا أو تركها بسبب ثقلها علينا . وكلما كبرنا أكثر كلما كبر ثقل الصلاة في قلوبنا ، وترسخ في داخلنا الاعتقاد بأن من يحافظ عليها لا يحس بشعورنا ، ولديه قدرة على المحافظة عليها ليست لدينا ،


وبهذا جعلنا الشعور بالاستثناء يتمكن منا ، ولم نتمكن من رؤية المشكلة الحقيقية والبحث عن حل لها : لماذا تبدو الصلاة ثقيلة ؟

وهنا يعود بنا الكاتب إلى البدايات : بداية فرض الصلاة بعد 12 عاما من البعثة المحمدية  ليلة الإسراء والمعراج .


لقد عرف الصحابة رضوان الله عليهم الله عز وجل 12 سنة ، ثم أمروا بالصلاة له ، و هنا يكمن الفرق .


لقد عرفوا رحمته و قدرته واستقرت محبته في قلوبهم حتى نما في قلوبهم شوق الاتصال به وهنا جاءت فريضة الصلاة .


لقد كانت الصلاة ولا تزال صلة بين العبد وربه ، ثم إن المحب لمن يحب مطيع ، و إذا عرف الآمر سهلت الأوامر . ولهذا كان محمد عليه الصلاة والسلام يصلي بالليل حتى تتورم قدماه. 


كانت بداية الصحابة مع الصلاة محبة للخالق وامتثالا لأمره . استمتاعا بتطبيقه وفرحا بهبته ، فقد بدت لهم الصلاة هبة من محبوب لا واجبا ثقيلا .


في حين بدت لنا أوامره واجبا ثقيلا علينا القيام به ، والانتهاء منه . ولهذا نهرب منها .


الفرق بيننا وبينهم في معرفتهم بالله تعالى ، معرفتهم بالآمر الناهي ، معرفتهم بالقريب الودود . 


لن تسهل عليك الصلاة كما سهلت عليهم إلا اذا عرفت خالقك وأحببته حينها فقط ستكون صلاتك صلة وهبة من محبوب .


لا تفوت يوما دون أن تتعرف فيه على ربك ولو لربع ساعة . استمع لشيخ تحبه ، استمع لقصص الأنبياء ، اقرأ عنهم . استمع الى القران الكريم ، اذكر ربك بقلب حاضر ولا تسرع ، فالعبرة بالاحسان لا الإكثار . بهذا فقط سيزداد علمك بربك ، ويرق قلبك ، محافظتك على معرفتك بالله يوميا ستغير حياتك ، فيزداد حبك له ، ويكون دافعا لك نحو المحافظة على الصلاة .


ويقوم الكاتب في هذا الفصل باقتراح مجموعة من الدعاة والمشايخ والقراء الذين يفضلهم ، كي يعرفوك بالله ويكسروا لك حاجز الصلاة .

إن حبك للآمر( الله) يسهل عليك الأوامر (الصلاة) .


اذكر ربك كل يوم بقلب حاضر خمس دقائق . لا تسرع بل أحسن فإن الله يحب المحسنين . وتذكر أن أحب الأعمال الى الله أدومها وإن قل . 


إن المحافظة على هذه الأعمال البسيطة تقوي روحك ، وتعينك على وسوسة الشيطان.  فالذكر غذاء الروح ، فكما أن الطعام غذاء للجسد فإن الذكر غذاء للروح ، فاذكر الله تعالى ولا تكن من الغافلين . 


"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " علق هذه الآية أمامك في كل مكان . ضعها خلفية في هاتفك أو حاسوبك . ومع مرور الوقت ستشعر بتغيير يسري في حياتك ، وهذا أحد أسرار الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد .



الصفة المعجزة 


بدونها  لم يكن ليكتب هذا الكتاب ، وبدونها يصبح أكثر الأشخاص نجاحا في الحياة عديمي النفع .


هي صفة أساسية مشتركة بين الذين يداومون على الصلاة ، وليست قدرات شخصية  أو فضلا من الله عليهم وحدهم كما نبرر لأنفسنا . لكنهم فقط قاموا بتطوير هذه الصفة المعجزة حتى أصبحت عادة ، وهي أساس كل نجاح . إنها ضبط النفس .


لوهلة ظننت أني سأملي عليك حلا سحريا للنجاح والمحافظة على الصلاة . ولكن يا صديقي لا يوجد نجاح بدون ضبط النفس . 

ضبط النفس هو عكس هواها . هو أن تقوم بالذي عليك فعله ، لا أن تقوم بما تحب فعله . 


ببساطة خالف هواك ترشد . 


إن قيامك بما هو سهل وممتع يريحك الآن ، و يحبطك فيما بعد . أما قيامك بما هو ضروري ومهم ، سيشعرك بالملل الآن ويمنحك الرضا والسكينة في النهاية .وسترى بأن يومك كان ذا قيمة .


وإذا أردت أن تعرف ثمن الانضباط . قف على باب مسجد بعد صلاة العشاء ، وأسأل أحد المصلين عن شعوره بعد ما أتم صلوات يومه كلها ، أو اسأل أحدا وضع لنفسه هدفا من الأهداف الكبيرة ، وقد قام بإنجازه على أكمل وجه . ما شعور هاذين الإثنين بعد الإنجاز … إن ثمن الانضباط أقل بكثير من ثمن الندم .


وتيقن بأن اختيارك كل يوم بين المهم والسهل هو الذي يحدد شخصيتك وهو الذي يحدد مصيرك .


إن ضبط النفس عادة . والتزامك كل يوم بما عليك فعله يجعلك تقوي هذه العادة . وكلما قويت هذه العادة قويت شخصيتك ، وكلما غمرت نفسك بالأمور السهلة الممتعة ضعفت شخصيتك ، وأصبح اتباع هواك جزءا منك .


وتأكد أنك تستطيع أن تنمي ضبط النفس حتى يصبح عادة تفعلها دون أي مجهود يذكر. تماما كسائق الدراجات الهوائية التي يسوقها باحترافية ودون أي مجهود يذكر . ربما تظن بأن هذا الأمر سهل وبسيط لكن الحقيقة أنه حاول عشرات المرات حتى وصل الى قيادتها بشكل تلقائي . 


كذلك حال الذين قلما فاتتهم صلاة . لقد واجهوا أعذارهم يوما بعد يوم . واجهوا أنفسهم في كل صلاة حتى أصبح ضبط النفس عادة مكتسبة وجزءا لا يتجزأ من شخصياتهم . 


لا تشاور عقلك.

 

ينفذ الناجحون أعمالهم دون أدنى جهد لأنهم ببساطة لا يستشيرون عقولهم ، هل نفعل أو لا نفعل  ؟ أأفعل الآن أم بعد خمس دقائق ؟ هل أصلي الآن أم حين أنهي عملي ؟


 إن مشاورة العقل هي السبب الرئيسي في التكاسل عن أداء العمل .


 إذن ابدأ على الفور . 


كان أحد الصالحين إذا رفع فأسه ليحرث أرضه  وسمع الأذان ألقاها خلف ظهره وذهب مسرعا إلى الصلاة .


لهذا لا تستغرق في أي شيء إذا سمعت الآذان لأن أحب الأعمال الى الله الصلاة على وقتها .


النقطة المرجعية 


هي أمر نجحت في القيام به تحت ظروف صعبة فاتخذت منه حافزا ونقطة مرجعية ، كلما مررت بنفس التجربة . ولهذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على السنن والنوافل قدر المستطاع . فاتخذ أفقا أوسع لضبط النفس ، لأن من يصلي النوافل بالتأكيد لن تضيع عليه صلاة الفريضة .


هذا الوقت سيمضي 


تذكر هذه العبارة كلما استيقظت لصلاة الفجر وأنت في غاية الإرهاق والنعاس أن هذا الشعور سيمضي ، ولن يلازمك اليوم كله . إنها فقط مرحلة بناء عادة جديدة ، وأي شعور سيء سيمضي . فقط اصبر واعلم أنه قبل أن يمضي سيجعل منك شخصا آخر . لن تجاهد نفسك لأجل الصلاة العمر كله ، ستدفع الثمن فقط في البداية ، كي تتحول الصلاة بعدها إلى حالة من الراحة والسكينة . حالة تؤكد لك دائما أنك في معية الله .


كن صباحا


يفتتح إسلام جمال هذا الفصل بحديثه عن كتاب الصباح المعجزة the miracle morning لكاتبه هالع هل الرود ، والذي كان سببا في تغيير حياة الآلاف من الأشخاص . لقد كان الكاتب يمر بحالة متأخرة من الاكتئاب كادت أن تؤدي به إلى الانتحار ، إلا أن الاستيقاظ مبكرا أنقذه كما أنقذ الآلاف من من قرأوا كتابه .


لقد طبق هال فكرة الاستيقاظ المبكر لأداء الأشياء التي من الممكن أن تغير حياته ، طالما أنه لا يجد وقتا بقية نهاره لأدائها . إلا أنه في الواقع كان يستيقظ متأخرا بصعوبة ،  فكيف يستيقظ مبكرا وقرر أن ينسى الفكرة تماما ، إلا أنه تذكر مقولة الكاتب كيفن بريسي أنك إذا أردت أن تعيش حياة مختلفة ، فعليك أن تفعل أشياء مختلفة عن التي كنت تفعلها سابقا.

أي أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .


لقد قام هال بكتابة ستة أمور من شأنها أن تضيف معنى لحياته ، وقرر الاستيقاظ باكرا على 5:00 صباحا ليعطي 10 دقائق لكل أمر منها قبل ذهابه إلى العمل . وبمجرد أن كتبها وجد أنه أصبح متحفزا للنهوض باكرا في اليوم الموالي . وهذا ما يخبرنا به علم النفس فإن الأهداف المكتوبة تنجح بنسبة 80% .


بمحافظة هال على هذا الروتين الصباحي لبضع أسابيع بدأ يلاحظ تغييرا في حياته . فقرر النهوض على 4:00 صباحا كي يعطي كل عمل وقتا أكثر . وبالفعل أصبح استيقاظه عادة يفعلها دون أدنى جهد . وبعد  شهرين فقط تغيرت حياته بشكل جذري ، وقرر أن يشارك هذا التغيير مع الآلاف بكتابة كتابه الصباح المعجزة . 


وبدوره قام إسلام جمال بتسميته صلاة الفجر بالصلاة المعجزة لأنها غيرت الكثير من حياته . 


لقد كانت صلاة الفجر مثل الكابوس الذي يطارد كاتبنا إسلام جمال ، حيث كان يؤرقه أن لا يوجد في صحيفته صلاة الفجر حين يقف بين يدي الله .


وهنا لاحظ الكاتب أنه من غير المنطقي أن  تطلب من إنسان الاستيقاظ مبكرا ، وهو ينام  منتصف الليل . وقد أراد الله لنا أن يكون أسلوب حياتنا نوما مبكرا وقياما مبكرا للصلاة . ونحن نريد تطويع الصلاة مع أسلوب حياتنا وهذا لن يكون .


انظر من حولك ، سترى بأن من اتبع تعليمات الخالق قد نجح حتى وإن لم يكن مسلم ، مثل صاحب كتاب الصباح المعجزة فهذه سنة من سنن الله في كونه .


اصدق مع نفسك ، فأنت لن تجد في يومك عطاء أهم من صلاة تشهدها الملائكة، و تجعلك في ذمة الله ، ركعتا سنتها خير من الدنيا وما فيها . تساعدك على تحقيق أهدافك في الأولى قبل الأخرى . ببساطة مفتاح الحياة التي لطالما أردت أن تحياها .


اصدق مع نفسك ، فأنت لا تفعل الشيء الكثير بعد العاشرة ليلا . لذلك نم مبكرا .إن كل الأمور التي تفعلونها بعد 10:00 ليلا تستطيع الانتظار إلى الصباح .


استيقظ باكرا ، وابدأ يومك بالأمور التي تحب ان تفعلها . ولها واسع الأثر في تغيير حياتك حياتك قبل أن يسلب منك يومك . 


إن ساعة الفجر لا تضاهيها أية ساعة  لأنها حظيت ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، حين قال : اللهم بارك لأمتي في بكورها ، 

وهنا يستشهد الكاتب إسلام جمال بقائمة من الأعمال التي استطاع انهاءها مع الصباح ، ومنها هذا الكتاب الذي بين يديك .


خصص ساعة بعد صلاة الفجر تقسمها بين الأعمال التي تريد القيام بها . داوم عليها وسترى بأنك ستعشق صلاة الفجر ، وتذكر كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل . فحافظ على القليل الدائم وسترى بأنك أصبحت إنسانا أفضل.


يقول الدكتور حسام موافي استشاري أمراض القلب أن 80% من جلطات القلب تحدث الساعة 8:00 صباحا ، مما جعل الأطباء غير المسلمين ينصحون بالاستيقاظ قبل طلوع الشمس ، لكسر المادة التي تعمل على تضييق الشرايين بصفة خاصة في ذلك الوقت . وأنت تسمعها كل صباح أيها المسلم : الصلاة خير من النوم .


هكذا عرفته


يفتتح الكاتب هذا الفصل بسؤالك عن شعورك إذا كنت تعمل في مكان مديره شديد القرابة منك، ويأتيك أحدهم يهددك بعزلك من العمل! ماذا ستكون ردة فعلك؟؟ 


إذا قابلته بابتسامة ساخرة فمعك حق لأن هذا العامل لن يستطيع فعل شيء لك ما دام المدير قريبا منك، أما إذا ارتجفت خوفا منه فقد تتهم بالغباء لأن مالك المكان معك فكيف تخشى من عامل عنده.


ماذا لو كان كل أمر في حياتك مفتاحه مع شخص تعرفه؟ ماذا لو كان كل طارق يطرق بابك لديك من يكفيك إياه ؟هل يضرك إن اجتمعت الدنيا كلها عليك !!!


تخيل معي لو أحبك مالك الدنيا بأجمعها فكفاك كل شيء .


ولهذا فرض علينا الله الصلاة خمس مرات في اليوم كي لا ننسى هذه الحقيقة . ولا تصح الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام ، الله أكبر من ضعفك ، الله أكبر من خوفك ، الله أكبر من كل ما اهمك . وهكذا يذكرك عند كل صلاة أنه أكبر من دنياك بأكملها ، فلا تحزن إن الله أكبر.


ثم تكون فاتحة الصلاة الفاتحة ، وبها تفتتح حياتك . تفتتحها بحمد الله رب العالمين .


لطالما أخبروك بأن هذه الدنيا دار شقاء لا تحلو لأحد ، لكن رب العالمين قد قال لك إن الإنسان خلق هلوعا ، إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون .


إن المحافظة على الصلاة هي مفتاح الثبات والقوة .


كلما راودتك نفسك باليأس تذكر أمن يجيب المضطر إذا دعاه ، وتذكر أن هذه الآيات قد جاءت بعد آيات خلق الأرض والأنهار والبحار كي يذكرك سبحانه أنه قادر على رفع أي بلاء عنك ، أإله مع الله . والشرط الوحيد في رفع البلاء هو اللجوء والاضطرار إليه وحده دون غيره فيأتي التمكين .


خاتمة


إلى كل التائهين في دروب الحياة ، فروا إلى الصلاة . 


إلى كل المكلومين والمحزونين باب يفتح في كل حين حي على الصلاة .


يا باغي الخير أقبل إن إبليس قد أدبر و إن أبوابه سبحانه تفتح ليغفر ، ومن الالتفات احذر . 


يا فاقد الأمل أقبل أقبل فإن ربا ناداك في اليوم خمس مرات بغير واسطة من الملائكة قد أعطاك سر الحياة فقم و تصبر .


إن تذكرة الرحلة إلى النفس المطمئنة بين يديك مع كل أذان يرفع ، فلا تترفع ، وعلى ربك فتوكل وله وحده فاركع ، هناك يحلو الوصال: أرحنا بها يا بلال .


رابط تحميل الكتاب


https://amzn.to/3Y5fZAJ




تعليقات